خطبة ظاهرة ضعف الإيمان .خطبة عن علاج ضعف الإيمان المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف
خطبة علاج ضعف الإيمان
خطبة عن علاج ضعف الإيمان
آثار ضعف الإيمان ملتقى الخطباء
أسباب ضعف الإيمان
علاج ضعف الإيمان والفتور
الإيمان يضعف ويقوى
الإجابة هي كالتالي
خطبة ظاهرة ضعف الإيمان .خطبة عن علاج ضعف الإيمان المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف
الخطبة الأولى :
ـــــــــــــــــــــــــ
أيها المسلمون ، سيكون موضوعنا اليوم بعون الله وتوفيقه عن ظاهرة انتشرت وعمت بين المسلمين ، ألا وهي ظاهرة ضعف الإيمان .
الكثير من الناس ضعف الإيمان في قلوبهم ، حتى أصبحت قلوبهم قاسية وصلبة كالحجارة ، لا تؤثر فيهم آية ولا حديث ولا موعظة
، ولا تؤثر فيهم رؤية الأموات والجنائز، وربما حمل أحدهم الجنائز بنفسه وأهال عليها التراب ، وكأن سيره بين القبور كسيره بين الحجارة.. لذلك بنو إسرائيل لما عصوا نبيهم وأعرضوا عن الله تعالى أصبحت قلوبهم قاسية ، والله عز وجل يقول حكاية عنهم في سورة البقرة : { ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً.. (74) } .
لذلك الإنسان الفاجر لا يشعر بخطورة الذنب لأن قلبه قاسي كالحجارة ، أما المؤمن فيرى ذنبه عظيما لأنه يخاف الله عز وجل.
يقول سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كما في صحيح البخاري : (( إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ )) .
فَقَالَ بِهِ هَكَذَا ؛ أي بيده فطار .
ما بال بعض المسلمين ينتهكون محارم الله عز وجل ؟! وما بال بعض المسلمين يتقاتلون على أتفه الأشياء ؟! وما بال بعض المسلمين يأكلون السحت الحرام وكأنه حلال ؟!.. ما بالهم يفعلون ذلك ؟! لأن الإيمان ضعيف في قلوبهم ، لأنهم فقدوا الإيمان ، بقوا على إسلامهم ولكن فقدوا الإيمان ، لأن الذي يفقد الإيمان تصبح الصلاة والعبادة جسدا دون روح ، والله تعالى يقول عن الأعراب في سورة الحجرات : { قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا.. (41) }..
{ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا.. (14) } ، الله يحكم على ذلك .
{ قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا.. (14) } ، فالإيمان يظهر في علاقاتك الإجتماعية ، الإيمان يظهر في معاملاتك مع الناس ، الإيمان يظهر في سلوكك وأخلاقك ، الإيمان يظهر عندما تكون محافظا على إقامة الصلاة في أوقاتها..
أين أنت إذا سمعت النداء للصلاة ؟! إذا ناداك الله عز وجل
وقال لك حي على الصلاة ، فماذا قلت له ؟
البعض يقول : ليس لدي وقت ! عملي ! مصالحي ! إلتزاماتي !.. غرق في بحر الدنيا ! لأنه فقد الإيمان ، لو كان الإيمان موجود في قلبه ، لكان إسلام وإيمان ، فسوف تجده محافظا على صلاته وواجباته .
{ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ
الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ.. (14) } ؛ يعني ما دخل الإيمان في قلوبكم .
هل المؤمن غشاش ؟ هل المؤمن كذاب ؟ هل المؤمن سارق ؟
هل المؤمن يشرب الخمر ؟ هل المؤمن يتعامل بالربا ؟..
هل المسلم يتعامل بالربا ؟ نعم ، هل المسلم يشرب الخمر ؟ نعم ، هل المسلم يسرق ؟ نعم ..
هل المؤمن يسرق؟ لا ، هل المؤمن يشرب الخمر ؟ لا ، هل المؤمن يتعامل بالربا ؟ لا.. لأن الإيمان يمنعك أن تمارس هذه المنكرات ، أما الإسلام فكلنا مسلمون .
المسلم يمكن أن يرتكب الكبائر من الذنوب ، أما المؤمن فلا يفعل
ذلك .
يقول سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم كما في الحديث المتفق عليه : (( لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهْوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهْوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهْوَ مُؤْمِنٌ )) .
العبد الذي يؤمن بأن هناك رجوع إلى الله عز وجل ، ويؤمن بأن هناك سؤال وحساب وميزان وجزاء ، ويؤمن بأن هناك جنة ونار.. لا يمكن أن ينتهك محارم الله عز وجل ، لا يمكن أن يتعدى حدود الله عز وجل ، لا يمكن أن يظلم ، لا يمكن أن يسرق ، لا يمكن أن يكذب ، لا يمكن أن يخون..
البعض يتساءل : ما بال المسلمين يفعلون ما يفعله اليهود والنصارى ؟! ما بالهم يفعلون ذلك ؟! لأنهم فقدوا الإيمان ، لأن الإيمان هو الذي يمنعك .
يقول الحسن البصري رحمه الله : « إِنَّ الْإِيمَانَ لَيْسَ بِالتَّحَلِّي وَلَا
بِالتَّمَنِّي ، إِنَّمَا الْإِيمَانُ مَا وَقَرَ فِي الْقَلْبِ وَصَدَّقَهُ الْعَمَلُ » .
لو كان عندك الإيمان لاستشعرت معنى الخوف من الله عز وجل ، لو كان عندك الإيمان لاستشعرت معنى الكلمة الخبيثة التي تخرج من لسانك ، لو كان عندك الإيمان لخفت من مليم يدخلك حرام ، لو كان عندك الإيمان لاستشعرت معنى أن يكفر إنسان أمامك ويسب الله ورسوله.. لكن إذا عندك إسلام دون إيمان فإنك ستجالس أصحاب المنكرات ، وستجالس أولئك الذين يعتدون على دين الله عز وجل..
هناك من لبس لباس الشيوخ ، ولباس العلماء ، ولباس الحجاج ، ولباس المصلين ، ولباس السنة ، لكن قلبه والعياذ بالله قلب كافر ! قلب حاقد على الدين وعلى الإسلام والمسلمين !
لأنهم فقدوا الإيمان .
يقول سيدنا عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : « يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَجْتَمِعُونَ وَيُصَلُّونَ فِي الْمَسَاجِدِ وَلَيْسَ فِيهِمْ مُؤْمِنٌ ».
الكثير من المصلين صلاتهم جسد دون روح ؛ عندما يخرج من المسجد فإنه ينتهك محارم الله عز وجل .
كم يرانا الله ، في سرنا نعصاه ، ونحن بين الناس ، نفيض
بالإخلاص .
فكم يرانا الله ، في سرنا نعصاه ؛ عندما يكون في خلوة فإنه يعصي الله عز وجل ؛ يسب الله ورسوله ، ويسب المسلمين ،
وينتهك محارم الله عز وجل..
فكم يرانا الله ، في سرنا نعصاه ، ونحن بين الناس ، نفيض بالإخلاص ؛ عندما يجالس المؤمنين ، تراه يتكلم في الدين وكأنه شيخ علم ! لكن عندما يكون في خلوة مع نفسه ومع الشيطان ، فتتعجب ! تقول : سبحان الله يا فلان ! لقد كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر ! فماذا حصل ؟! لماذا هذا التغيير ؟!
ولذلك سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم يقول : (( لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا )) .
قال سيدنا ثوبان رضي الله عنه : يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ . قَالَ : (( أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا )) .
هكذا حال فاقد الإيمان ؛ عندما يكون في خلوة فإنه ينتهك محارم الله ، ويتجرأ على تعدي حدود الله ، لكن عندما يظهر أمام الناس تراه وكأنه ولي صالح ، أما المؤمن الحقيقي ، المؤمن القوي ، إذا ذكر الله عز وجل استشعر في قلبه الخوف والرهبة من الله تعالى فيمنعه ذلك من ارتكاب المعاصي والذنوب ؛ يقول ربنا عز وجل في سورة الأنفال : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4) } .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، وغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات كل ذنب ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية في الأسفل