اطرح سؤالاً

مقالة جدلية حول البيولوجيا 2025. هل يمكن اخضاع المادة الحية لخطوات المنهج التجريبي ؟

طُرح بواسطة: alnabth ٨ مارس ٢٠٢٥ • مناهج دراسية

مقالة جدلية حول البيولوجيا 2025. هل يمكن اخضاع المادة الحية لخطوات المنهج التجريبي ؟

مقالة البيولوجيا متميزة بحججها و انتقاداتها موجهة لجميع الشعب للاستفادة 

أهلا وسهلا بكم أعزائي الطلاب في موقع << النابض دوت كوم >>  التعليمي نطرح عليكم من المناهج الدراسية أسئلة تحضير و تلخيص أهم الدروس والنموذجية وحل الاختبارات لجميع مواد مناهج التعليم الحديث  كما نقدم لكم من كتاب الطالب المدرسي إجابة السؤال :-...مقالة جدلية حول البيولوجيا 2025. هل يمكن اخضاع المادة الحية لخطوات المنهج التجريبي ؟

  الجواب هو / /  

السؤال: هل يمكن اخضاع المادة الحية لخطوات المنهج التجريبي ؟

طرح مشكلة : 

يعرف المنهج التجريبي Empirical research بأنه المنهج الذي يعتمد في دراسته على استخدام خطوات ثلاثة وهي الملاحظة الفرضية و التجربة وقد كان الفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون واضع هذه القواعد العلمية في كتابه الأورغانون الجديد كانت العلوم التجريبية سباقة لتطبيقه على دراسة مواضيعها مما أعطاها صفة الدقة و اليقين في النتائج منذ تلك اللحظة أصبح التجريب عصب العلوم و نموذجها الذي تسعى كل البحوث و الدراسات إلى إدراجه في تحليل و تفسيير قضاياها المختلفة و منها تلك التي تنكب على دراسة الكائنات الحية " إنسان - حيوان - نبات " حيث عمل العلماء في هذا الميدان من البحث على تطبيق منهج الفيزياء و الكيمياء و الفلك أي المنهج التجريبي وهنا ظهرت عوائق ابستيمولوجية مختلفة صعبة عملية التجريب مما جعل البعض يرفض إمكانية تطبيق الدراسة العلمية و استخدام هذا المقياس على المادة الحية و في النقيض من ذلك وجد من قابل هذا التصور و رفض الرضوخ للصعوبات ليعلن عن موقف علمي جديد يؤكد إمكانية التطبيق الكامل للملاحظة و الفرضية و التجربة في دراسة الكائن الحي من خلال تجاوز معظم العوائق التي منعت ذلك و في ظل هذا الاختلاف و التضارب الفكري العلمي ظهر ديالكتيك فلسفي أمكننا التعبير عنه بطرحنا للإشكال التالي : 

هل تستطيع الدراسات على مستوى المادة الحية ان تطبق خطوات المنهج التجريبي لتحقق دقة العلوم التجريبية ؟

محاولة حل المشكلة : 

يتبع في الأسفل تابع القراءة 

الإجابات (1)

مقالة جدلية حول البيولوجيا 2025. هل يمكن اخضاع المادة الحية لخطوات المنهج التجريبي ؟ محاولة حل المشكلة : الموقف الأول : التجريب على الكائن الحي غير ممكن " العوائق الابستيمولوجية " ( ليبنتز/ كوفيي/لاشوليي...) الحجج و البراهين : * أول الصعوبات التي لا يمكن بفعلها أن يتحقق التجريب على المادة الحية هو صفة الحياة كمميز اساسي لكائنات من قبيل الحيونات و النباتات و البشر و حتى الموجودات الحية الأخرى و نعني بها الفطريات و البكتيريا و الجراثيم هذه الصفة تجعلها مختلفة عن المادة الجامدة أو الميتة و تصعب التجريب بمختلف خطواته . * ومن الصعوبات التي تمنع تطبيق مقياس التجربة على الكائن الحي هو طبيعة الموضوع المدروس الذي يتميز بتعقده و أيضا تشابك عناصر عضويته التي تشكل كلا متداخل يصعب فصله إلى وحدات أو اجزاء فالجزء فيه تابع تابع للكل و مرتبط به و لهذا فأي محاولة للفصل او التفكيك ستخرب العضوية و تقضي على طبيعة الكائن الحي و هنا يقول كوفيي " إن سائر أجزاء الكائن الحي مرتبطة فيما بينها فهي لا تستطيع الحركة إلا بقدر ما تتحرك كلها معا والرغبة في فصل جزء من الكتلة معناها نقله إلى نظام الذوات الميتة وتبديل ماهيته تبديلا تاما". * فإذا كان بالإمكان تحليل بعض جزئيات المادة الجامدة و تفكيكها دون أن يؤثر ذلك على طبيعتها مثل تفتيت قطعة طباشير وتفكيكها الى أجزاء لا متناهية لا يفقدها ماهيتها الأولى فإن هذا الأمر غير ممكن على عضوية الكائن الحي فتفكيك يد أو رجل إنسان أو حيوان هو تحويل نهائي لطبيعة العضو مما يعني فقدانه لماهيته الاولى و تخريب نظام عمله . * ومن الأسباب التي منعت التجريب على الكائن الحي نجد غياب الوسائل العلمية القادرة على احداث التجارب الصحيحة و منها غياب أدوات الملاحظة العلمية و أيضا التجريب و لهذا بقي الكائن الحي يتميز بغموض عضويته في الوقت الذي كان فيه الفلك و الفيزياء و الكيمياء قد خطى كل واحد منهمم شوطا كبيرا في مسألة الوسائل العلمية مثل ظهور التيلسكوب و المنظار و مواد التحاليل الكيميائية و أجهزة قياس السرعة في حين لم يتوفر لعلماء الأحياء الوسائل العلمية الكافية و المتطورة و قد نضيف من العوائق تلك التي تخص الباحثين في هذا الميدان أين كان تكوينهم العلمي ضعيف جدا و اختلطت معارفهم بالتفسيرات الخرافية والأسطورية وهذا راجع لغياب المعاهد و الجامعات و أيضا مراكز البحث و التطوير الخاصة بالكائن الحي . * كما تعترض الدراسة التجريبية للمادة الحية صعوبة القيام بالملاحظات العلمية الدقيقة لأن ما يحدث داخل عضوية الكائن الحي لا يمكن مشاهدته أو مراقبة طريقة حدوثه وتغيراته لأن العضوية في خفاء لا تظهر للباحث و هنا تكون ملاحظاته مجرد مشاهدات خارجية لا يمكنها الوقوف على أعماق العضوية و خصائصها وإذا تمكن العلماء من مشاهدة التغيرات الكبرى و الظاهرة مثل حدوث تغير في لون البشرة بعد السقوط أو الجروح أو الالتهابات الخارجية أو احمرار العينين بسبب الروائح أو السوائل فإنه يتعذر عليهم ذلك في ميدان الموجودات المجهرية المتناهية الصغر مثل الخلايا وتركيبتها الداخلية المسؤولة عن انتقال صفاتها من جيل إلى أخر وتؤدي هذه الصعوبة المتعلقة بالملاحظة إلى انعدام القدرة على وضع الفرض العلمي فمن غير الممكن أن نحدد الفرضيات العلمية دون وضع الملاحظات لأنها ستكون في الأخير مجرد تكهنات تبتعد عن الموضوعية العلمية. * و هناك أيضا عائق التجريب حيث نجد العالم يواجه صعوبة، ذلك أن أول ما يعترض البيولوجي هو مسألة التكرار، إذ من المعروف أن التجريب في العلوم الفيزيائية يقوم على مبدأ تكرار الظاهرة في المختبر وذلك بعزل عناصرها وتفكيكها، وهو ما يؤثر على بنية الجهاز العضوي ويدمر أهم عنصر فيه وهو الحياة. كما يطرح التجريب صعوبة أخرى تتعلق بمصداقية النتائج التي ينتهي إليها الباحث البيولوجي، خاصة متى علمنا أن الكائن الحي دائم التغير في الوسط الذي يعيش فيه، ويكفي أن ننقله من محيطه الطبيعي العفوي الى محيط تجريبي اصطناعي حتى تتغير طبيعته و يفقد خصوصيته. * كما نجد صعوبة أخر و المتعلقة بتطبيق مبدأ الحتمية و التنبؤ في الكائنات الحية فلا يمكن ان نقول بأن نفس الأسباب إذا ما تكررت في ظل توفر نفس الشروط تؤدي إلى نفس النتائج و هنا نقدم مثالا عن ذلك بمرض الانفلونزا أو فقر الدم أو غيرها من الأمراض التي قد تصيب الإنسان فالجهاز المناعي يختلف و لهذا لن تكون قدرة التحمل و المقاومة واحدة فلا يمكننا بذلك ان نحدد اذا كان العلاج الذي نجح على فرد ما بنسبة 70 بالمائة سينجح على جميع العضويات بنفس الوتيرة و النسبة و هذا ما عبر عنه الفيزيائي الألماني ليبنتز بقوله "لايوجد فردان فردان متشابهان" فالظاهرة البيولوجية لا تضبطها أية ضرورة بل تسير وفق نوع من التلقائية والعفوية الحرة. وهو ما دفع البعض الى التسليم بأن هناك قوة حيوية تحرك سائر حوادث (ظواهر) الحياة وتخضعها لنظامها الحر. ولعل هذا ما يقصده الغائيون أمثال "لاشوليي" في إقرارهم بتعذر الدراسة التجريبية للظاهرة الحيوية، لأنها ليست نتيجة تفاعل كيميائي أعمى يتم بين عناصر جامدة فقط في ظل شروط خاصة، بل هذا التفاعل يقصد الى غاية. وعليه فإن فهم الظاهرة البيولوجية فهما سليما يكون بردها الى الغايات التي وجدت من أجلها. ومن ثمة فالقوانين الفيزيائية والكيميائية لا تكفي لتفسير التكامل والانسجام بين الأعضاء التي تقوم بوظيفة ما داخل العضوية. بينت الدراسات التي قام بها ديفرس على زهور الربيع صعوبة القول بحتمية دقيقة حيث أن الأجيال المتلاحقة في الزهور لا تخضع لأي قانون قار تسير في مختلف الاتجاهات و تحدث في شكل طفرات فجائية يصعب التنبؤ بها بطريقة مسبقة بل يرى ديفرس أنه حتى مبدأ المنفعة و التكيف الأفضل مع ظروف البيئة لا يحكم تلك التنوعات في تلك الخصائص الوراثية و النتيجة هي ان انتقال الصفات من جيل لأخر و التعديل الذي يطرأ على الأجيال المتعاقبة لا يخضع لحتمية بل الى صدفة و لا تضبطه ضرورة بل يسير حسب تلقائية وعفوية وهذا ما يتجلى في النتائج التي توصل اليها ديفرس : - تظهر الطفرات فجأة منفصلة عن جذورها - تظهر الأنواع الجديدة كاملة الصفات مرة واحدة - الصفات التي تظهر فجأة لا علاقة لها مطلقا بالتغيرات الفردية * وكنوع أخر من العوائق التي منعت التجريب على الكائن الحي تلك التي تنادي بالمحافظة على القيم الاخلاقية و الدينية خاصة في مسألة التجريب على الانسان كونها تنادي بقداسته و كرامته و علو شأنه و خلقه بين الكائنات الأخرى و تجدر الاشارة هنا الى الفكر الكنسي السكولائي أو ما نسميه بالفكر اللاهوتي حيث منعت التجارب على الكائنات الحية نظرا لأنها بالنسبة لأباء الكنيسة مساس بالمعتقدات الدينية و تدخل في خلق الله وشؤونه و في القدر الذي رسم على الإنسان فقد رأت الكنيسة فيما مضى أن بعض الأمراض كان يجب أن تصيب بعض الناس عقاب على أفعالهم و لهذا لا تجب معالجتهم أو البحث في دواء أو تجارب تزيل عنهم الألم الذي هو تطهير للدنس و للخطايا. * فالكثير من الفلاسفة و رجال الدين و حتى بعض المنظمات و الجماعات تنادي و ترفض أن يكون الإنسان عينة للتجارب كما أنهم رفضوا قطعيا الكثير منها كتجارب الاستنساخ البشري و بيع الأعضاء و الموت الرحيم و تجارب التجميل والتحول الجنسي يقول الدكتور عبد المحسن صالح: "البحوث العلمية التي يقوم بها العلماء في زماننا هذا، قد تخطت سنن الطبيعة، وحادت بها عن طريقها المشروع ". وفي هذا الصدد أيضا يرى"د.كاريتش" أن مؤيدي هذا المشروع ينتهكون المعايير التي قامت عليها الحضارات الإنسانية بمختلف مشاربها. النقد: رغم الصعوبات التي صادفة ميدان البيولوجيا، فإنه ينبغي الاعتراف بحقيقة هامة وهي: إما أن نقول ليس هناك حتمية في ظواهر الحياة بالمعنى العلمي الضيق لمفهوم الحتمية الشيء الذي يجعلنا ننفي البيولوجيا التجريبية، وهو امر غير ممكن نظرا للتطورات الهائلة والسريعة التي ما فتئت البيولوجيا تحققها. وإما أن نقول أن القوة الحيوية يمكن دراستها بمنهاج خاص يراعي خصوصية العضوية الحية. خاصة وقد أبانت الدراسات المتصلة بالميكرو فيزياء ضرورة تجاوز تصوراتنا الكلاسيكية عن مفاهيم الملاحظة والتجريب والحتمية والقانون والموضوعية. وبالتالي إمكانية تكييف خطوات المنهج التجريبي مع طبيعة المادة المدروسة. أما التفسير الغائي الذي أشرنا إليه سابقا فلقد بدأ يحتضر ويضيق مجال انتشاره أمام الاكتشافات العلمية المتلاحقة.اضافة الى ذلك فإن الصعوبات التطبيقية للمنهج التجريبي صادفة حتى العلوم التجريبية فحتى الفيزياء و الكيمياء رغم انها تعتمد هذا المقياس العلمي و لكن مع ذلك لم تكن نتائجها كاملة و عجزة عن تقديم تفسيرات دقيقة خاصة في الفترة التي اعتمد فيها الفيزيائيين على مبدأ الحتمية المطلق و يمكن القول أن هذه العوائق كلاسيكية صادفتها البيولوجيا في بداياتها الأولى و لكن مجهودات العلماء المختلفة مكنتهم من تجاوزها. يتبع في الأسفل
أجاب بواسطة: alnabth ٨ مارس ٢٠٢٥

أضف إجابتك