نموذج تطبيقي تحليل نص فلسفي الشخص بوصفه قيمة ثانية باك

نموذج تطبيقي تحليل نص فلسفي الشخص بوصفه قيمة ثانية باك . ومن المعلوم ان النص اعتمد على مجموعة من الأليات الحجاجية, يسعى من صاحبه من خلالها الى تأكيد اطروحته بكل قوة ومنحها جانبا من الصواب او لعلنا نقول الصواب كله كألية التاكيد من خلال تاكيده في مطلع النص ان القيمة التي ينبغي ان نعطيها للاشياء او كما تسمى بالموضوعات، هي القيمة النسبية، لانها بكل بساطة مجردة من العقل الذي يميزها عن غيرها، كما اكد في النهاية ان قيمة الشخص على عكس قيمة الاشياء. فالشخص له قيمة مطلقة يستمدها من ذاته (العقل المشرع للاخلاق ) كما لابد من ان نذكر في هذا المقام الية النفي اي انه نفى ان يعامل الشخص كوسيلة تستعمل من اجل غاية بل هو الغاية في حد ذاته، ولتوضيح كل هذه الافكار عمد الى استعمال الية الشرح والتفسير بحيث شرح كيف يمتلك الشيء قيمته وكيف يمتلك الشخص قيمته باستعمال مجموعة من العبرات ك (اي - وهذا هو ...). وفي هذا المقام، يمكننا بعد التأمل في جميع جوانب هذه الاطروحة ان نحدد قيمتها ونذكر جوانب مصداقيتها وقوتها بحيث جاءت للتاكيد على أهمية الذات في اكتساب القيمة، اي ان مصدر هذه القيمة هو العقل الذي يمكن اعتباره قاعدة للتشريعات الاخلاقية اللامشروطة.غير أنه لا بد من القول أن الأطروحة تحمل أيضا بعضا جوانب الإغفال وهذا ما يضعفها وينقص من مدى قوتها وصحتها بحيث اغفلت البعد الجماعي الذي لا يقل اهمية في تحديد قيمة الشخص، ولنضرب لذلك مثلا، ولنفترض ان شخصا _ منعزلا منطويا متقوقعا حول ذاته لا ينفتح عن الجماعة ولا يستقبلها _ خرج لاول مرة ليحقق هذه الغاية السالف ذكرها، فان سيشعر بانه غريب الاطوار لا احد يُجِله ويقدره، سيجد نفسه مهمشا بلا قيمة، وقد لا يعامله الناس اصالةً معاملة الوسيلة، وهذا ما طرح لنا جوانب ضعف هذه الاطروحة. في هذا الصدد يمكن الانفتاح على تصورات فلسفية اخرى وبالاخص على تصور الفيلسوف هيكل الذي تبنى فكرة ان قيمة الشخص تستمد من داخل الجماعة، ومن خلال الانسجام فيها والتفاعل بداخلها، فكلما قام بالدور الذي يحتمه عليه مجتمعه الخاص كلما امتلك قيمة، فهو يكتسب قيمته عندما يعي ذاته ويدرك ان الشيء الوحيد او السبيل الذي من خلاله يجد قيمته هو الجماعة. فالقيمة عند هيكل تتحدد بالتزامالشخص بالسلوك الاخلاقي وامتثاله للقانون وروخ الشعب ومبادئ الأمة لمي يسمو الى مرتبة أعلى تُعلي من قيمته. ولنقدم مثالا يوضح ذلك، ان شخصا لا ينقاد لاوامر وقوانين مجتمعه اي ان نسبة انقياده لهذا القوانين وانفتاحه على المجتمع هي 0٪ وبالتي فقيمته هي 0٪ اما اذا امتثل للقوانين وخضع لها وانفتح على المجتمع بنسبة 80٪ مثلا فان قيمته هي بالتحديد 80٪، وهكذا تتحدد قيمة الشخص عند هيجل على سبيل التقريب خاتمة ختاما، بعد تحليلنا ومناقشتنا لهذا النص، فان هذا الموضوع وهذا الاشكال قد طرح جدلا عميقا بين الفلاسفة وتضاربت الاراء حوله لحدّ اغنى الخطاب الفلسفي بين قائل بان قيمة الشخص هي قيمة ذاتية يستدمها من عقله المشرع وهو بهذا يعامل كغاية، وبين قائل بان اصل القيمة ومصدرها ومنبعها هو الامتثال لقوانين المجتمع. وبصفة عامة يمكن القول ان التصور الأكثر موضوعية وواقعية، والذي ينطوي على كثير من الصواب هو التصور الذي ذهب بالقول ان القيمة تستمد من داخل الجماعة، غير انه لا يمكن ان نغفل تماما عن القيمة النسبية التي يمنحها الشخص لذاته بمعزل عن الاخر، اي التي يمنحها له عقله الاخلاقي العملي